الولوف: شعباً ولغةً، قراءة في الأصل والأوضاع وجغرافيا الانتشار
تانيد ميديا : يحاول هذا المقال التعريف بشعب الولوف ولغته، وذلك من خلال تسليط الضوء على هذا الشعب أصلا، وأوضاعا، وثقافة، وانتشارا. إضافة إلى تسليط الضوء على اللغة الولوفية، من حيث التصنيف، والانتشار الجغرافي، وبوصفها لغة أم ولغة ثانية، ولغة تواصل مشتركةLingua franca[1]، يتواصل بها شعب الولوف، فيما بينه، علاوة على شعوب وقبائل أخرى تساكن الولوف وتحتك به، اقتضت الضرورة أن تتواصل بهذه اللغة في سياقات اجتماعية عديدة.
يعد شعب الولوف واحدا من الشعوب غرب الإفريقية، التي لها ما يميزها، لغة وثقافة وتاريخا، في تلك المنطقة من قارة إفريقيا، وذلك أن هذا الشعب، ذا الأغلبية الغالبة المسلمة، له إسهام مقدّر في الأصعدة المختلفة، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. كما له دور مهم عبر إمبراطوريته، التي لم تجد حظهما من الدراسة التفصيلية في نشر التجارة على ساحل المحيط الأطلسي، خارجيا مع الأوروبيين، وداخليا مع شعوب المنطقة الأخرى. وقد هيأت لهذا الشعب انتشاريته الجغرافية في ثلات دول (وربما أكثر)، هي: السنغال، وغامبيا، وموريتانيا- أن تسهم لغته في عملية التواصل بين المكونات الإثنية من غير الولوف، كالفولان، والديولا، والماندينكا، وغيرها، إذ أن للغة الولوف أهميتها البارزة في التواصل بين تلك المكونات، لا سيما في المدن والحواضر الكبرى.
الولوف: الأصل العرقي (السلالي):
لا خلاف في المصادر التي تناولت الأصول العرقية للشعوب الإفريقية، في أن شعب الولوف ينحدر من سلالة الزنوج الحقيقيين أو الصرحاءTrue Negros[2]، ولا غرو بعد ذلك أن يقول “س. ج. سليجمان”، بأن الولوف هم أشد الشعوب الإفريقية سوادا، بل ويذهب إلى أن لفظة الولوف، من ضمن معانيها- السود[3]. ولا غرو أيضا أن يقول عنهم “محمد عوض محمد”، إن السحنة والتقاطيع زنجية، واللون شديد السمرة[4].
أما في ما يخص الموطن الأصلي، الذي وفد منه شعب الولوف إلى مواطنه الحالية في غرب أفريقيا- فتبين “موسوعة تاريخ العالم “أن كلا من اللغة والفخار، يشيران إلى أن أسلاف الولوف قد هاجروا في الأصل إلى هنا (سنغامبيا) من وسط أو شرق إفريقيا[5]. وفي هذا السياق أورد الدكتور/ أحمدو ولد حبيبي، بأنه “حسب المصادر الروائية التقليدية- يعود مصدر الولوف إلى نهر النيل، وأنه يعزز هذا المصادر بحوث المصريات للشيخ أنتا ديوب (في الأمة الزنجية والثقافة). وكذلك الأبحاث التي أجريت من قبل مؤرخين وعلماء، تُبيّن أن لغة الولوف هي الأقرب إلى اللغة المصرية القديمة”[6]، غير أن هذا القرب بين الولوف واللغة المصرية القديمة، لا تؤيده محاولات تصنيف اللغات الإفريقية الحديثة، التي تجعل من اللغة المصرية فرعا مستقلا ضمن أسرة اللغات الإفريقية- الآسيوية، بينما تصنف لغة الولوف تحت فرع اللغات غرب الأطلسية ضمن أسرة اللغات النيجر كردفانية، مجموعة لغات النيجر كنغو، كما ستتم الإشارة لاحقا. والأسرتان اللغويتان المشار إليهما- تختلفان جدا في المميزات والخصائص اللغوية.
من جهة ذات صلة- “عُرفت هذه المجموعات السكانية (الولوف) بأسماء عديدة، وإن تشابهت في النطق، وذلك من أواسط القرن الخامس عشر الميلادي، منذ أشار الرحالة البرتغاليون إليهم. وتباينت هذه التسميات بين زيلوفي Ziloffi، وغولوف Goloff، وغيلفوس Gelfos، وإيلوف Ilof، وذلك إبان الفترة الممتدة ما بين 1455م إلى 1799م، حتى ظهور الاسم الحالي ولوف Wolof، في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي”[7].
سكن الولوف كشعب، “منذ الألفية الأولى قبل الميلاد- المنطقة الواقعة بين نهر السنغال في الشمال، ونهر غامبيا في الجنوب، وغالبا ما يطلق على منطقة غرب إفريقيا هذا الاسم “السنغمابيا” Senegambia، التي تُغطي ما يعرف اليوم بالسنغال، وغامبيا، وجنوب موريتانيا”[8].
تاريخيا، كانت هناك إمبراطورية للولوف، “في شكل دولة على ساحل غرب إفريقيا، وتقع ما بين نهري السنغال وغامبيا، وقد ازدهرت من منتصف القرن الرابع عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. كما ازدهرت الإمبراطورية على التجارة بفضل النهرين، اللذين وفرا الوصول إلى موارد حركة المرور الداخلية والساحلية الإفريقية. وشملت تلك التجارة الذهب والجلود والعاج والرقيق، والتي كانت تتم في كثير من الأحيان مع التجار الأوروبيين، لا سيما البرتغاليين ثم الفرنسيين، وبعد تفكك إمبراطورية الولوف ابتداء من القرن السادس عشر الميلادي- استمرت دولة أصغر مملكة الولوف، حتى القرن التاسع عشر”[9].
ومقارنة بالإمبراطوريات التي شهدها غرب إفريقيا، فإن إمبراطورية الولوف- تعد من الإمبراطوريات، التي أهملها المؤرخون والباحثون، إلا من إشارات مبتسرة، إذ لم تعرف، حتى اليوم، التفاصيل الدقيقة، التي تخصّ هذه الإمبراطورية، إذا ما قورنت بإمبراطوريات، مثل: مالي وسنغاي وكانم- برنو، وغيرها.
شعب الولوف: المهن ووسائل كسب العيش:
يذهب “محمد عوض محمد” إلى أن “قوام حياة شعب الولوف- الزراعة، أما اقتناء الماشية، فيكاد يكون مقصورا على الطبقة الميسورة، وأهم زراعاتهم الذرة الرفيعة. وهذه الزراعة يقوم بها الرجال، كما يقومون أيضا بزراعة الفول السوداني، وهو الغلة الرئيسية، التي تأتيهم بما يحتاجونه من نقد. وعناية الشباب بزراعة الفول السوداني عناية فائقة، ولو أدى ذلك إلى نقصان محصول الذرة، لأنهم يستطيعون أن يستورده، ويدفعوا ثمنه من إيراد الفول السوداني”[10].
إضافة إلى الزراعة، فإن من أهم حرف شعب الولوف- “صناعة المنسوجات، ويعاون فيها الرجال بزراعة القطن، والنساء بغزله، ثم يقوم بنسجه الرجال من طبقة النساجين، وهناك طبقات أخرى من الصناع لحرفة دباغة الجلود والحدادة، ونحوها”[11]، والطبقية المذكورة هنا، هي سمة من سمات مجتمع الولوف، كما سيتضح لاحقا.
أما في العقود الأخيرة، فإن “شعب الولوف- يمارس الكثير منه- لا سيما في السنغال- مهنة الزراعة، إذ يزرعون الفول السوداني، والأرز، وغير ذلك، كما يمتهنون التجارة في الأحياء الشعبية في الولايات، وفي داكار العاصمة. وتشتغل طائفة كبيرة منهم في البناء، وبالجملة، يشتغل الكثير منهم كذلك في التجارة والصناعة والخياطة، والحدادة والسباكة، وغيرها من الأعمال اليدوية الشاقة”[12]. وكلها حرف، ذات طابع مهاري، تسهم البيئة في المساعدة في دعمها واستمراريتها، لا سيما وسط الذين تقطعت بهم السبل عن ممارسة الزراعة المهنة الرئيسية للولوف.
شعب الولوف: الحياة الاجتماعية والدينية:
أشار “سليجمان” بصورة مجملة إلى أن “مجتمع الولوف ينقسم إلى ثلاث طبقات وراثية، هي: النبلاء، والتجار، والمنبوذون، من الموسيقيين والأرقاء”[13]، دون أن يورد معلومات تفصيلية في هذا المجال الحساس، المورث من قديم الزمان، والذي خفت حدته تدريجيا، بسبب محاربة التشريعات له.
وأوردت “موسوعة تاريخ العالم”، في مجال الطبقية، التي يتميز بها شعب الولوف- ما يلي: “أن مجتمع الولوف كان هرميا مع عدة طبقات متميزة، كانت العائلة المالكة في القمة، ثم النبلاء غير الملكيين (غالبا أبناء الزوجات الثانويات ومحظيات الملوك)، والرجال الأحرار، ثم تقسّم الفئة الأخيرة، أيضا إلى طبقات اعتمادا على مهنة الرجل، مثل: الحدادين، والصائغين، والخياطين، والجريوت geriots (رواة القصص الملحمية)، والموسيقيين في قاع المجتمع. وكان الرقيق يؤخذون أثناء الحروب والغارات في الأراضي المجاورة، والذين ثم تقسيمهم إلى طبقات مع الرقيق المهرة في الأعلى، والعمال الزراعيين غير المهرة في الأسفل. وكانت هناك فئة من الرقيق العسكريين ceddo، والتي استخدمتها النخبة لفرض دفع الجزية، والشرطة للرقيق الآخرين”[14].
وعن هذه الطبقية المتأصلة في مجتمع شعب الولوف أيضا، يحدثنا “محمد عوض محمد” بأن “من أهم خواص مجتمع الولوف تعدد طبقاته، وبعضها أرقى من بعض، ولا يجوز لرجل أن يتزوج إلا من طبقته. وأعلى الطبقات هم الأحرار المنحدرون من الأحرار، تليهم طبقة أتباعهم الذين أصبحوا أحرارا. ويأتي بعد ذلك في المرتبة الثالثة أصحاب الحرف، مثل: الحدادين ودباغي الجلود، ثم طبقة المنشدين والمغنين، ثم الرقيق المتحررين أو نسلهم”[15].
ومما يؤثر عن مجتمع الولوف “أنهم كثيرا ما يؤلفون جماعات تعمل معا، وتتألف كل جماعة من نحو بضعة عشرة أفراد… وللشباب جماعتهم، وكذلك للفتيات قبل الزواج، أو بعد الزواج، وقبل أن يلدن أطفالا. وكل جماعة تقوم بالعمل مجتمعين متنافسين. وأخص ما يقومون به أعمال الزراعة من إعداد للأرض، وتطهيرها من الأعشاب، ثم البذر والحصاد. وهم يرون أن أعمالهم مجتمعين يجعل العمل مثمرا، وحببا إلى نفوسهم”[16]. والعمل الجماعي على طريقة “النفير”، الموجودة عند شعب الولوف، ثقافة إفريقية عميقة الجذور، لا يكاد يخلو منها شعب إفريقي، لا سيما في أقطار إفريقيا جنوب الصحراء.
أما في ما يخص الحالة الدينية لشعب الولوف- فنجد أن “سليجمان” يصفهم قبل نحو مائة عام “بأن غالبية الولوف تدين بالاسم اسما، وقليل منهم مسيحيون، ومع ذلك فالطقوس الوثنية بينهم، فهم يقدمون القرابين لآلهتهم المنزلية”[17]. وقبل أكثر من خمسة عقود يقول عنهم “محمد عوض محمد” “بأن غالبيتهم مسلمون”[18]، دون أن يتطرق إلى شيء آخر يصف به الحالة الدينية للولوف.
ويقول أحد المصادر الحديثة بأن “الغالبية الساحقة من قبيلة الولوف (في السنغال) هم من المسلمين، الذين ينتمون إلى المذهب المالكي من المجموعة السنية، والـ 10% المتبقية هم من الروم الكاثوليك، وهناك أقل من 1% هم من البروتستانت”[19]. وبالإضافة إلى أنهم يدينون في الغالب الأعم بالإسلام، “فإنتهم ينتمون إلى الطرق الصوفية في البلاد (السنغال)، مثل: المريدية، والتجانية، والقادرية”[20]. وتعد الطريقة المريدية، التي أسسها الشيخ أحمد بمبا، من أكبر الطرق الصوفية في السنغال[21].
والانتماء إلى الطرق الصوفية في غرب إفريقيا، إضافة إلى تبني المذهب المالكي- واحد من المظاهر الدينية والاجتماعية، التي تستحق الدراسة، لرسم خريطة للطرق الصوفية، ومريديها، واتجاهاتها، ومستقبلها، في تلك المنطقة المهمة من قارة إفريقيا.
جغرافيا انتشار شعب الولوف وأوضاعه:
تمت الإشارة من قبل إلى أن شعب الولوف ينتشر بصورة أساسية في ثلاث دول، هي: السنغال وغامبيا وموريتانيا، وهي الدول التي شكلت جغرافيا وتاريخيا ما كان يعرف بالسنغامبيا. مع ملاحظة أن ترتيب الدول السابق جاء متسقا مع أكثرية عدد شعب الولوف في كل دولة منها.
فيما يلي، سنقوم بعرض معلومات مختصرة عن الدول الثلاث، التي ينتشر فيها شعب الولوف، بالإضافة إلى ما تيسر من معلومات تخص أوضاعهم السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية:
أولا: ولوف السنغال وأوضاعهم:
تعد الولوف المجموعة الإثنية المسيطرة في السنغال، والتي تأسيس ما يقارب نصف عدد السكان البالغ عددهم 9 ملايين (تقديرات 1995)[22]. و”اعتمادا على آخر إحصائيات صدرت في شهر أبريل 2015- يبلغ عدد سكان السنغال حوالي 14.354.690 نسمة، نسبة المسلين فيهم 95%، والباقي من الوثنيين والمسيحيين”[23].
يتمركز الولوف في السنغال في “الربع الشمالي الغربي من القطر. ولكنهم يسكنون متفرقين بصورة أكثر انتظاما كمجموعة كبرى، مهيمنين على الحياة السياسية والاقتصادية في القطر. وهم يمثلون 43% من السكان في داكار، والأغلبية في المدن الأخرى”[24]. وعلى وجه التحديد، وفقا لبعض المصادر- يتمركز الولوف في السنغال في “نواحي “والوا”، و”جامبر”، و”كجور”، و”جلف”، و”لوقا”، و”أندر”، و”وكولخ””[25].
وقد هيمنت الولوف على “تاريخ شمال وسط السنغال على مدى 800 عام الماضية، ويرجع سبب زوال إمبراطوريتهم النهائي إلى القوات الاستعمارية الفرنسية في سبعينات وتسعينات القرن التاسع عشر، التي أوجدت دولة السنغال الموجودة على أنقاض إمبراطورية قديمة، حسب الكاتب الإيطالي مارك كارترايت”[26].
الحقيقة أن “الولوف مؤثرون ثقافيا وسياسيا، ومنذ الإصلاحات السياسية في عام 1946 لعب الولوف دورا قياديا سياسيا وثقافيا واقتصاديا في السنغال، على الرغم من ضعف الاقتصاد في البلاد، فقد بنت قبيلة الولوف سمعة للتجارة الدولية والتجارة (الداخلية)”[27]. وهي تجارة عرفها أسلافهم قديما، كما تمت الإشارة من قبل.
من جهة أخرى- تشير بعض المصادر إلى أن “الولوف يشغلون أكثر من 80% من الوظائف الإدارية والسياسية في سنغال اليوم[28]، غير أن هذه المعلومات التي، يمكن أن تعد ضمن المؤشرات الأولية، بحكم مرور أكثر من ثلاثة عقود عليها- تحتاج إلى مزيد من الدراسات التي تؤكد دقتها، وتمثيلها للواقع في هذه الأيام.
وكما هو الحال مع السنغاليين الآخرين- “فإن حوالى 30% فقط من الولوف- يمكنهم القراءة والكتابة باللغة الفرنسية، وحوالي 20% فقط من النساء يعرفن القراءة والكتابة”[29]. وهما نسبتان تتناسبان مع طبيعة تلك المجتمعات، التي من جهة ظلت تهاب النظام التعليمي الرسمي، ومن جهة أخرى تتعامل مع أنظمة تعليمية، أشبه بالشعبية (غير الرسمية)، التي قلما تجد اعترافا من الدولة.
أما في ما يخص لغة الولوف في هذا البلد- فإنها تتميز بخصائص من بين اللغات السنغالية الأخرى، يمكن إجمال بعضها في التالي[30]:
1- “أنها تمثل اللغة القومية: فهذه اللغة واسعة الانتشار، وتفوق في ذلك اللغات السنغالية الأخرى، بل تفوق في الانتشار حتى اللغة الفرنسية، اللغة الرسمية للبلاد.
2- أنها لغة مكتوبة بأحرف هجائية ولوفية عالمية.
3- أنها غنية في مفرداتها وتراكيبها، وتحمل دلالات ذات ظلال غنية.
4- أنها تحتوي على الكثير من المفردات العربية.
5- أنها تحتوي على الكثير من المفردات الفرنسية والإنجليزية.
6- أنها تضم كلمات كثيرة من لغات ولهجات القبائل السنغالية الأخرى”.
وفي السياق ذاته- تتحدث بعض المصادر بأن “لغة الولوف في السنغال هي لغة التواصل المشتركة، التي يتحدثها 80% من السكان، باعتبارها لغة أم، أو باعتبارها لغة مكتسبة. وأن لغة الولوف تتنافس في جنوب البلاد مع لهجتين اثنتين من الديولا، هما: الفوغني Fogny، والكاسا Casa“[31]. ولغة الديولا واحدة من لغات السنغال الكبرى، التي تحظى بعدد معتبر من المتحدثين.
مهما يكن الأمر- فإن “لغة الولوف هي اللغة السائدة في السنغال، على الرغم من أن اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاد، ومعظم البث الإذاعي والتلفزيوني السنغالي باللغة الفرنسية، ولكن بعضه يكون بلغة الولوف”[32].
هذا، إضافة إلى أنه في السياق التحدثي- “من المعتاد استخدام الولوف بدلا عن الفرنسية، وأن الولوف كالفرنسية تستخدم في الاحتفالات البرلمانية. وأن اللغات الوطنية الست بالإضافة إلى الفرنسية تستخدم كلها في الإعلام[33].
وانطلاقا من ذلك يمكن القول إن لغة الولوف تلعب دورا بارزا في السنغال، وتؤدي وظائف عديدة، فهي: لغوة قومية واسعة الانتشار، وأنها لغة تواصل مشتركة بين المكونات الإثنية في البلاد، كما أنها تنافس اللغة الفرنسية اللغة الرسمية، في بعض المجالات التواصلية والإعلامية، إضافة إلى استخدامها في بعض الاحتفالات البرلمانية.
ولوف غامبيا وأوضاعهم:
تختلف المصادر التي تصدت لإيراد النسبة المئوية لشعب الولوف في جمهورية غامبيا، فـ”الموسوعة العربية”- تشير إلى أن “أفراد قبيلة الولوف يشكلون نحو 16% من السكان، وأنهم يتركزون على نحو رئيسي في العاصمة بانجول Banjul، والمنطقة الغربية، وأنهم يشكلون القبيلة الثالثة، من حيث العدد، بعد الماندينكا (42%)، والفولا (18%). وبعد الولوف تأتي الجولا (10%)، والسيراهولي (9%). وذلك وفقا للإحصاء السكاني لعام 2004، والذي قدر عدد السكان بمليون ونصف المليون”[34].
أما “موسوعة الثنائية اللغوية والتعليم الثنائي اللغة”- فتورد بأن “الولوف، التي تكوّن 12% من السكان في غامبيا بعد الماندينكا (40%)، والفولانية (12.5%)- يمثلون مجموعة قوية، وذات مكانة متميزة، ويعيشون بالقرب من مناطق الساحل، بما في ذلك العاصمة بانجول”[35]. ومعنى ذلك أن شعب الولوف يحتل المرتبة الثالثة في التركيبة السكانية لغامبيا، متسقا مع أوردته الموسوعة العربية أعلاه، مع اختلاف النسبة في كل.
وفي المجال ذاته- أشارت بعض الدراسات إلى أن “الولوف يشكلون وجودا يقدر بحوالي 15% من مجموع سكان غامبيا المجاورة للسنغال”[36]. كما أشارت دراسات أخرى إلى أنهم “يمثلون 20% من السكان، وأن جذورهم من منطقة “جالون””[37].
من ناحية أخرى- ينقسم نظام المجتمع الولوفي في غامبيا إلى “نظام أسر، منهم: الأسرة الملكية، والأحرار، والمحررون، والرقيق، وهناك تزاوج بين هذه الطبقات العليا والسفلى. أما المحررون، العاديون فكانوا يسمون “الخور” أو “الجبور”- فهم الحدادون، وصناع الجلود، والفنانون، وبالرغم من النظرة الروتينية لهذه الطبقة- فإنهم يمارسون دورا فعالا في سياسة الدولة، والحاكم في قبيلة الولوف يرشح من سلسلة ذات حسب ونسب”[38].
“تعد لغة الولوف من اللغات الأساسية في غامبيا”[39]، فمتحدثونا، كما تمت الإشارة من قبل، يحتلون المرتبة الثالثة في التركيبة السكانية في غامبيا، بعد الماندينكا والفولانيين. ويبدو أن هذه اللغة، لا تستمد أهميتها من الداخل الغامبي فقط، وإنما من الأدوار التي تقوم بها، حيثما انتشر الولوف في السنغال، وفي موريتانيا.
وفي سياق ذي صلة- “تهتم قبيلة الولوف بالتعليم؛ الأمر الذي جعل معظمهم مثقفين، يعملون بالوظائف الحكومية”[40]. وهذا وضع تسعى إليه، المجموعات القبلية المختلفة في غامبيا، وتتنافس في الحصول على الوظائف الحكومية، لزيادة رصيدها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ولوف موريتانيا وأوضاعهم:
تشير بعض المصادر إلى أن الولوف “يشكلون 9% من سكان موريتانيا. وأن الحدود الجغرافية لمنطقتهم بموريتانيا أساسا- تمتد من ولاية أترارزة إلى حدود كرمسين”[41]. وأن “معظم الولوف الموريتانيين- يعيش بالقرب أو على طول نهر السنغال”[42].
على الرغم من التشريعات المهمة، التي تحارب الطبقية وإفرازاتها- “لا تزال مسألة الطبقية الاجتماعية قائمة في مجتمع الولوف في موريتانيا، خاصة وسط سكان الريف. ويعتلي السلم الاجتماعي فئة “الجير” أو “الجور”، وتعني الرجال الأحرار والنبلاء، وغالبا ما يكونون مزارعين، وملاكا للأراضي، تليهم فئة الصناع، ثم يأتي في الدرك الأدنى الفنانون والمغنون والموسيقيون”[43].
أما في ما يخص استخدام لغة الولوف في هذا البلد- فتشير بعض المصادر إلى “وجود عدد كبير من المتحدثين بها في موريتانيا ومالي، بما في ذلك متحدثي اللغة الثانية”[44]. وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه اللغة، “يتحدثها في موريتانيا حوالي 7% من السكان (تقريبا 185 ألف شخص)”[45].
ومن جهة أخرى، فإنه من المستغرب، وفقا للدكتور/ أحمد ولد حبيبي- “أن نلاحظ أنه بعد الحسانية (وهي لهجة عربية تتحدثها قبائل عربية في عدد من أقطار غرب إفريقيا)، تعد الولوف هي اللغة الأكثر استخداما في نواكشوط ونواديبو”[46]، مما يشي بأن مستقبل هذه اللغة مضمون في ظل ارتباطها بعاصمة البلاد، التي سوف توفر لها بيئة حاضنة، تنطلق منها إلى الانتشار.
لغة الولوف: المسيرة من اللغة الأم إلى لغة التواصل المشتركة:
بعد أن ذكرنا بعض المعلومات المتفرقة عن لغة الولوف، عند حديثنا عن جغرافيا انتشار شعب الولوف وأوضاعه، نتحدث هنا عن تصنيف هذه اللغة، وذكر بعض المداخل التعريفية عن مسيرتها من لغة شعب بعينه، إلى لغة تواصل مشتركة، تتواصل بها العديد من الشعوب من غير الولوف في المنطقة، التي يتساكن فيها هذا الشعب مع شعوب أخرى.
تنتمي لغة الولوف، من حيث التصنيف اللغوي الحديث إلى فرع غرب الأطلسي West Atlantc، من أسرة لغات النيجر كردفانية، قسم لغات النيجر كنغو. وهذه الأسرة تعد الأسرة التي تحتوي على عدد أكبر من اللغات، إضافة إلى أنها تنشر في مساحة أكبر من قارة إفريقيا، مقارنة، في الحالين، بأسر اللغات الإفريقية الأخرى (أسرة اللغات الإفريقية- الآسيوية، وأسرة اللغات النيلية الصحراوية، وأسرة اللغات الكويسانية).
ولغات فرع الأطلسي/ الأطلنطي، “انطلاقا من دلالة الاسم المقترح- تتحدث على امتداد ساحل الميط الأطلسي في غرب إفريقيا، من “فم” نهر السنغال حتى ليبيريا. واللغات الكبرى التي تنتمي إلى هذا الفرع، هي: الفولانية Fulfude، التي تتحدثها ملايين عديدة من الشعوب المتفرقة في غرب ووسط إفريقيا. والولوفWolof ، التي يتحدث بها ما يقرب مليونين من المتكلمين في السنيغامبيا. ولغة الديولاDiola ، التي يتحدثها حوالى 400.000 في محافظة كاسامانس Casamance، في السنغال. والسيرير Serer، ويتحدثها حوالي 600.000 بالقرب من كاولاك Kaolack في السنغال. وتمني Temne، التي يتحدث بها أكثر من 600.000 في سيراليون”[47].
وقد ظلت لغة الولوف تتحدث تاريخيا في كل من السنغال، وغامبيا، وموريتانيا، كما تمت الإشارة من قبل، أولا في إطار التواصل بين أفراد شعب الولوف، صاحب هذه اللغة، لكن بمرور الحقب التاريخية- تهيأت هذه اللغة للقيام بدور لغة التواصل بين شعب الولوف والشعوب، التي تساكنه المدن والمناطق من جهة، وبين الشعوب الأخرى من الفولان والماندينكا والسيرير وغيرهم، ممن يستخدمون لغاتهم الخاصة من جهة أخرى، وقد احتاجوا لاستخدم لغة الولوف، لضرورات عملية فيما بينها (كلغة ثانية، أو كلغة تواصل مشتركة)، فرضتها طبيعة التواصل في المناطق المتعددة إثنيا ولغويا، والتي تحتاج إلى لغة يجرى استخدامها لأغراض التواصل الضرورية مثل التعامل في الأسواق
وقبل أن تلعب لغة الولوف بدور لغة التواصل المشتركة- مرّ تاريخها بعمليات انتشار واسعة، هيأتها لهذا الدور. ومن هذه الأسباب الفاعلة في هذا المجال- ثلاثة أسباب جوهرية، تتمثل في[48]:
1- “سحر العاصمة (المدينة).
2- ظاهرة العمران.
3- الزيجات المختلطة”.
إضافة إلى ذلك فإن من أهم العوامل، التي ساهمت في انتشار لغة الولوف- أنها “عرفت بكونها لغة تجارة، وبذلك استخدمت في المراكز التجارية خارج منطقتهم بواسطة اللبنانيين والموريتانيين والمغاربة، كما استخدمت بواسطة العمال في داخل البلاد (السنغال)”[49].
هذا، إلى جانب مهم، ذكر في سياق انتشار الثقافة الولوفية (واللغة ركن أساسي في الثقافة)، إذ تشير بعض المصادر إلى “أن انتشار الثقافة الولوفية، يتم عن طرق شبكة الإسلام (من خلال المشايخ مثل: القادرية والتجانية، والمريدية، وبواسطة وسائل الإعلام والموسيقى والأزياء والتحضر والاقتصاد غير المصنف[50].
ولغة الولوف اليوم، انطلاقا من انتشاريتها، وأهميتها في عملية التواصل بين القبائل المختلفة في السنغامبيا- “يتحدث بها عدد لا يستهان به من جماعة التوكولور، والسيرير، والجولا والمانديال والمازكانيا والبانيوله كلغة مشتركة”[51].
ويرجع الفضل في انتشار لغة الولوف كلغة مشتركة، وفقا للغوي الألماني بيرند هايني- إلى أمرين:
الأمر الأول هو كبر حجم المجموعة الإثنية التي تستخدمها، حيث تبلغ نسبة عددهم في السنغال نحو 35% من مجموع السكان.
الأمر الثاني هو أن مجموعة الولوف تعتبر أولى المجموعات، التي أتيح لها فرصة الاتصال مع الأوربيين[52].
وعلى ذلك يمكن القول إن المستقبل أمام لغة الولوف، وهي واحدة من لغات الشعوب الإسلامية الكبرى، التي لها حضور معتبر في غرب إفريقيا- لكي تلعب دورا جوهريا في نشر الإسلام والثقافية الإسلامية في تلك المنطقة المهمة في إفريقيا، حيث ما تزال هناك جيوب معتبرة لأصحاب الديانات التقليدية وللنصارى، إضافة إلى توسع استخدامها بوصفها لغة تواصل مشتركة، في مجالات عديدة، في الإعلام والحياة العامة، لا سيما في المجالات التجارية، التي اشتهر بها متحدثوها الأصليون تاريخيا.
خلاصة واستنتاجات:
اتضح من خلال استعراضنا للمحاور الأساسية لهذا المقال، الذي سطلت فيه الأضواء على الولوف، شعبا ولغة- اتضح ما يلي:
أولا: انتماء شعب الولوف إلى الأصل الزنجي الحقيقي الصريح، وأن موطنه الأصلي مختلف حوله، ولكن بصورة عامة أشير إلى شرق ووسط إفريقيا، قبل أن يستقر في السنغامبيا، موطنه الحالي. وأن المهن التي عرف بها الولوف هي الزراعة، إضافة إلى عدد من المهن المرتبطة بالجوانب المهارية، وقد أضيف لها في العقود الأخيرة بعض المهن ذات الطبيعة الشاقة، والتجارة.
ثانيا: تقوم الحياة الاجتماعية لشعب الولوف، تاريخيا على الطبقية الواضحة، التي ما تزال التشريعات تحاربها، حتى كادت تنمحى من حياة الولوفيين، إلا من بعض الإفرازات. أما دينيا، فإن الغالبية العظمى من هذا الشعب يدين بالإسلام، وقد تصل نسبته بين أفراده إلى 95%.
ثالثا: أن شعب الولوف ينتشر على الأقل في ثلاث دول، هي: السنغال وغامبيا وموريتانيا، وأن أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في أحسن حال، مقارنة بالشعوب الأخرى، التي تساكنه السنغامبيا.
رابعا: تصنف لغة الولوف ضمن فرع اللغات غرب الأطلسي، المنحدر من أسرة اللغات النيجر كردفانية، مجموعة اللغات النيجر كنغو، وتشاركه الفرع لغات مهمة، مثل الفولانية، والديولا، والسرير. وأن لغة الولوف تقوم بأدوار مهمة عديدة، باعتبارها لغة أم، ولغة ثانية، ولغة تواصل مشتركة، بعد أن تهيأت لها أسباب الانتشار، ومن ثم عوامل جعلتها لغة تواصل مشتركة، تستخدمها القبائل والشعوب الأخرى من غير الولوف، وكل ذلك يضمن لها أن تكون لغة المستقبل في غرب إفريقيا على الأقل.
المصدر: مجلة قراءات إفريقية
هوامش:
[1] “لغة التواصل المشتركة”، هو أحد المصطلحات التي يستخدمها اللغويون لوصف “أية لغة مستخدمة للتواصل بين مجموعات لا تمتلك لغة أخرى تستخدمها كمجموعة” (Matthews. P. H. (1997): Concise Dictionary of Linguistics, Oxford, New York: Oxford University Press, p 209.)، أو هي “لغة يتم استخدامها في المعاملات التجارية اليومية والأوساط الثقافية لرعايا دولة تتميز بالتعددية العرقية، والتعددية اللهجية بين سكانها”. (محمد سعيد أحديد (2007): المعجم الأكاديمي في علم اللغة والصوتيات، الزاوية- ليبيا: دار شموع للثقافة، ص 101).
[2] ينظر على سبيل المثال لا الحصر إلى: محمد عوض محمد (1969): الشعوب والسلالات الإفريقية، سلسلة دراسات إفريقية، القاهرة: الدار المصرية للترجمة والنشر، ص. ص 53- 54. و Seligman, C. G. (1957): Races of Africa, London: Oxford University Press, p. 48..
[3] Seligman, C. G. (1957): Races of Africa, Op. cit. p. 48.
[4] محمد عوض محمد (1969): الشعوب والسلالات الإفريقية، مرجع سابق، ص 53.
[5] Mark Wright (2019): “Wolof Empire”,in: Encyclopedia of World History, in: https://www.worldhistory.org/Wolof_Empire/
[6] أحمدو ولد حبيبي، مريتانيا… الواحد المتعدد، موقع وزارة الثقافة والشباب والرياضة (الموريتانية)، على الرابط: https://www.culture.gov.mr/ar/node/135
[7] مهدي صالح ساتي (2014): الإسلام وتداخل الثقافات في السنغال، سلسلة الإسلام في إفريقيا، العدد (16)، معهد مبارك قسم الله للبحوث والتدريب، منظمة الدعوة الإسلامية- الخرطوم، شركة مطابع السودان للعملة المحدودة، ص 33.
[8] Mark Wright (2019): “Wolof Empire”, in: Encyclopedia of World History, Op. cit.
[9] Ibid.
[10] محمد عوض محمد (1969): الشعوب والسلالات الإفريقية، مرجع سابق، ص 53.
[11] المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
[12] جيرنو أحمد جالو (2015): الأمثال الولوفية بين الإيجابية والسلبيىة، سلسلة الإسلام في إفريقيا، العدد (28)، معهد مبارك قسم الله للبحوث والتدريب، منظمة الدعوة الإسلامية- السودان، الخرطوم: شركة مطابع السودان للعملة المحدودة، ص. ص 55- 56.
[13] Seligman, C. G. (1957): Races of Africa, Op. cit, p. 48
[14] Mark Wright (2019): “Wolof Empire”, in: Encyclopedia of World History, Op. cit.
[15] محمد عوض محمد (1969): الشعوب والسلالات الإفريقية، مرجع سابق، ص 53.
[16] المرجع نفسه، ص 54.
[17] Seligman, C. G. (1957): Races of Africa, Op. cit, p. 48
[18] محمد عوض محمد (1969): الشعوب والسلالات الإفريقية، مرجع سابق، ص 53.
[19] ما هي عادات وتقاليد قبيلة الولوف السنغالية؟، موقع “خربشة”، على الرابط: https://www.kharbsha.com/article/wolof-people_1651.html
[20] جيرنو أحمد جالو (2015): الأمثال الولوفية بين الإيجابية والسلبيىة، مرجع سابق، ص 55.
[21] مهدي صالح ساتي (2014): الإسلام وتداخل الثقافات في السنغال، مرجع سابق، ص 34.
[22] Baker, Colin and Syivia Prys Jones (1998): Encyclopedia of Bilingualism and Bilingual Education, Multilingual Matter, LTD, p.p (355- 367), p. 363.
[23] نقلا عن (مصطفى جوم، التعليم الإسلامي في غرب إفريقية، السنغال نموذجا، 119- 140، ندوة التعليم الإسلامي في إفريقيا 2 (الماضي والحاضر والمستقبل، جامعة إفريقيا العالمية، كلية التربية بالتضامن مع اتحاد الجامعات الإسلامية في إفريقيا، المجلد الثاني، الخرطوم: دار الحمضان للطباعة، 2019)، ص 123.
[24]Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Volume 111. London, Mansell Publishing, p 543.
[25] Neeks, R. (1978): Muslim People, London, p 479.
[26] شعب ينحدر من إمبراطورية منسية… حقائق عن ولوف موريتانيا، موقع أصوات مغربية، على الرابط: https://www.maghrebvoices.com/varieties/2021/02/16/شعب-ينحدر-إمبراطورية-منسية-حقائق-ولوف-موريتانيا
[27] ما هي عادات وتقاليد قبيلة الولوف السنغالية؟، موقع “خربشة”، مرجع سابق.
[28] مهدي صالح ساتي (2014): الإسلام وتداخل الثقافات في السنغال، مرجع سابق، ص 34.
[29] ما هي عادات وتقاليد قبيلة الولوف السنغالية؟، موقع “خربشة”، مرجع سابق.
[30] جيرنو أحمد جالو (2015): الأمثال الولوفية بين الإيجابية والسلبيىة، مرجع سابق، ص. ص 57- 59.
[31]Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Volume 111, Op. cit, p 544.
[32] ما هي عادات وتقاليد قبيلة الولوف السنغالية؟، موقع “خربشة”، مرجع سابق.
[33] Baker, Colin and Syivia Prys Jones (1998): Encyclopedia of Bilingualism and Bilingual Education, Op cit, p 363.
[34] غامبيا، الموسوعة العربية، على الرابط: https://arab-ency.com.sy/ency/details/7872
[35] Baker, Colin and Syivia Prys Jones (1998): Encyclopedia of Bilingualism and Bilingual Education, Op cit, p 359.
[36] مهدي صالح ساتي (2014): الإسلام وتداخل الثقافات في السنغال، مرجع سابق، ص 33.
[37] حيدر التوم هجو (2006): “تطور التعليم الإسلامي والعربي في غامبيا في الفترة من 65- 1995″، المؤتمر الدولي: الإسلام في إفريقيا، جامعة إفريقيا العالمية، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية- ليبيا ووزارة الأوقاف (السودانية)، 26- 27 نوفمبر 2006، الكتاب الثالث عشر، ص. ص (537- 566)، ص 542.
[38] حيدر التوم هجو (2006): “تطور التعليم الإسلامي والعربي في غامبيا في الفترة من 65- 1995″، مرجع سابق، ص 542.
[39] شعب ينحدر من إمبراطورية منسية… حقائق عن ولوف موريتانيا، موقع أصوات مغربية، مرجع سابق.
[40] حيدر التوم هجو (2006): “تطور التعليم الإسلامي والعربي في غامبيا في الفترة من 65- 1995″، مرجع سابق، ص 543.
[41] شعب ينحدر من إمبراطورية منسية… حقائق عن ولوف موريتانيا، موقع أصوات مغربية، مرجع سابق. و أحمدو ولد حبيبي، مريتانيا… الواحد المتعدد، موقع وزارة الثقافة والشباب والرياضة (الموريتانية)، مرجع سابق.
[42] شعب ينحدر من إمبراطورية منسية… حقائق عن ولوف موريتانيا، موقع أصوات مغربية، مرجع سابق.
[43] المرجع نفسه.
[44] ما هي عادات وتقاليد قبيلة الولوف السنغالية؟، موقع “خربشة”، مرجع سابق.
[45] شعب ينحدر من إمبراطورية منسية… حقائق عن ولوف موريتانيا، موقع أصوات مغربية، مرجع سابق.
[46] أحمدو ولد حبيبي، مريتانيا… الواحد المتعدد، موقع وزارة الثقافة والشباب والرياضة (الموريتانية)، مرجع سابق.
[47]Williamson, Kay and Roger Blench (2000): “Niger Congo”, in: African Languages, An Introduction, Bernd Heine and Derek Nurse, Cambridge: Cambridge University Press, p. p (11- 42), p. p 20- 21.
[48] بيرند هايني (2006): “وضع واستخدام اللغات الإفريقية المشتركة”، ترجمة: الأمين أبو منقة محمد وأحمد الصادق أحمد، جامعة إفريقيا العالمية، ملتقى الجامعات الإفريقية، الخرظوم: دار جامعة إفريقيا العالمية للطباعة، ص 158.
[49] بيرند هايني (2006): “وضع واستخدام اللغات الإفريقية المشتركة”، مرجع سابق، ص 155.
[50] أحمدو ولد حبيبي، مريتانيا… الواحد المتعدد، موقع وزارة الثقافة والشباب والرياضة (الموريتانية)، مرجع سابق.
[51] بيرند هايني (2006): “وضع واستخدام اللغات الإفريقية المشتركة”، مرجع سابق، ص 156.
[52] المرجع نفسه، ص 155.